موقف – بيت فيروز

موقف – بيت فيروز

“كيفك انت.. ملّا انت؟”

من عشر سنين تقريبًا كنت قاعد فى مرة بسمع اغانى فيروز وانا بذاكر والدنيا عال، وبعدين جيه على بالى ادخل على النت واقرأ معلومات اكتر عن نشأة فيروز، وطبعًا حيث ان الواحد وهو بيذاكر بيبقى بيتلكك عشان يعمل اى حاجة ويسيب المذاكرة، فتحت جوجل وبدأت اقرا معلومات عنها.

 

عرفت حاجات كتير عن تاريخها ومشوارها، بس جت تحت عينى معلومة عن منزل فيروز مقدرتش انساها، قريت ان بيت فيروز القديم اللى هى اتولدت ونشأت فيه بقى دلوقتى مهجور، وهو موجود فى حى اسمه زقاق البلاط فى بيروت، والبلدية كانت عايزة تهدّه بس استغلال البعض للبيت فى شرب المخدرات واحيانًا الدعارة كمان! بس الاهالى منعوا البلدية من هدمه، ف قررت الحكومة ترممه ويعملوه متحف يضم كل اعمالها..

 

يومها خدت قرار بينى وبين نفسى انى فيوم هنوى السفر على لبنان وأول حاجة هعملها لما اوصل انى اروح البيت ده واتفرّج عليه.

 

“بعدك على بالى.. ياقمر الحلوين”

يوم 2 مايو 2019 صحيت من النوم فى اوتيل اربع نجوم فى ضاحية “سن الفيل” اللى فى بيروت، كنت يادوب وصلت لبنان اليوم اللى قبله ولسه مازُرتش اى حاجة مشهورة فى بيروت، ولا الحمرا ولا الروشة ولا النچمة ولا اى حاجة، مسكت موبايلى وحاولت اعرف معلومات اكتر عن بيت الست فيروز القديم، وكل اللى عرفته انه فمنطقة اسمها “زقاق البلاط” فى بيروت..

 

“سرڤيس ع زقاق البلاط؟”

ده السؤال اللى سألته لسوّاق التاكسى، سرڤيس فى لبنان معناها 2000 ليرة، لو السواق وافق هيقولك “تعا حبيبى”، اما لو معجبوش العرض هتلاقيه شوّحلك بدماغه كدة وكمّل سواقة، اوعى تزعل من التشويحة ديه هو يقصد بيها الرفض بس مش اكتر، وكل اللبنانيين بيعملوها لما الكلام مايعجبهمش.

 

بدأت ادردش معاه، كان سوّاق لبنانى جدع اسمه “على” وبيحب المصريين جدًا، زيّه زى معظم اللبنانيين، قولتله انى عايز اروح البيت القديم للست فيروز فى زقاق البلاط، قالّى انه ميعرفش البيت تحديدًا بس هيودّينى زقاق البلاط وانا هنزل اتمشى واسأل لحد ماوصل، انا اصلًا كنت حابب فكرة ان يبقى جزء من الوصول للبيت هو المشى وسؤال الناس لحد ماوصل، وكدة كدة كنت فى اول اليوم ولسه فيّا صحة، فقولتله “رواق”، و”رواق” باللبنانى زى “عظمة” فى مصر كدة او “تمام”، رواق؟

 

“راجعين ياهوى راجعين”

نزلت مالتاكسى، فى اول حى “زقاق البلاط”، والحى ده يعتبر واحد من اقدم احياء بيروت، وكمان عرفت بعد كدة انه اتسمّى كدة لأن شوارع الحى معمولة من البلاط القديم، ولسه على حالها زى ماهى متسفلتتش.

“لو سمحت عايز اروح بيت الست فيروز القديم؟”

فضلت اسأل والناس تدلّنى، والشعب اللبنانى فعلًا ودود ومُرحب وبيحب يساعد، فضلت اتمشى ربع ساعة تقريبًا وسط شوارع وحوارى مش سياحية خالص، وخلونى اقول ان الربع ساعة ديه كانت من امتع الاوقات اللى قضيتها فى حياتى..

 

“الرحلة الممتعة اللى نهايتها مش معروفة”، ديه بتبقى من امتع الخبرات والتجارب اللى هتحسها فى حياتك، هتحس شعور الحرية والمغامرة فى نفس الوقت، عشان كدة بنحب السفر❤️

 

“صباح ومسا.. شى مابنتسى.. تركت الحب اخدت الاسى”

وصلت، اخيرًا، بعد 10 سنين فيهم صورة مرسومة فى خيالى وانا واقف قصاد البيت ده، دلوقتى بقت حقيقة..

اتمشيت حوالين البيت بحرص لان كان فيه عربية جيش واقفة قدام البيت كتأمين ليه، لفيت حوالين البيت مرّتين، قرّبت منه وبصّيت من شبابيكه وطلعت عالمساطب بتاعته، وصوّرته واتصوّرت معاه كتير طبعًا..

 

جنب سور البيت على طول كان فيه راجل فاتح محل صناعة خزف وخردوات، اتعرفت عليه وبدأنا ندردش سوا، اكّدلى فعلًا قصة ان الحكومة كانت هتهدمه، لأن شباب كتير كانوا بيدخلوا يشربوا فيه مخدرات، واحيانًا بيمارسوا فيه الدعارة، بس الاهالى اعترضت على قرار الهدم لإنهم بيعتزوا جدًا بوجود البيت ده فالحى بتاعهم، فقرر الجيش اللبنانى انه يأمن البيت لحد مايترمم ويتعمل متحف يضم كل اعمال السيدة فيروز

 

خلّصت كلام معاه ورُحت قعدت على بسطة البيت، كنت خلاص خدت كل اللى انا عايزه، صور ولف ومعلومات وكل حاجة، مكنش ناقصنى بقى غير المتعة الحقيقة واللى ختمت بيها المشوار..

 

“يا يا يا.. ياسهر الليالى.. يا يا يا.. ياحلوة على بالى.. غنّى آه غنّى آه.. غنّى على الطرقااات”

سمّاعاتى فى ودانى، مشغّل اغانى الست فيروز اللى بجمّعها من وانا فى اعدادى، قاعد فى المكان اللى هى اتولدت واتربّت فيه، وغالبًا نفس البسطة ديه هى قعدت عليها تدندن من 70 سنة!

ساعتين كاملين فضلت قاعد بسمع اغانيها ف بيتها، وحققت الحلم..

 

“سألونى الناس عنّك ياحبيبى”

السفر ممتع، والمغامرات بتخلّى الادرينالين يضرب فى عروقنا..

كلّنا احلامنا مختلفة عن بعض وكل حلم وليه تفاصيله الممتعة، كلّنا راسمين صورة لنفسنا فى خيالنا فى مكان معيّن او بلد معينة ونفسنا ان الصورة تتحقق، وساعة مابنحققها بنحس بشعور مختلف ملوش زى، وكل مالانتظار يطول كل مالمتعة بتبقى اكبر❤️

 

كمان لو عايزين تعرفوا ازاى تاخدوا تأشيرة لبنان، اللى تعتبر من اسهل التأشيرات للمصريين، ف هتلاقوا مقالة كاملة فيها كل الورق والتفاصيل اللى محتاجين تعرفوها فى قسم التأشيرات.

 

اما بيت الست فيروز ف انا عملت save للوكيشن بتاعه على جوجل مابس عشان اى حد بيحب الست فيروز زى حالاتى وناوى يزور البيت لما يروح بيروت يقدر يلاقيه بسهولة، ولو انى انصح انك متستخدمش اللوكيشن وتنزل تلف وتسأل عشان تجرب مغامرة الرحلة والسنكحة فى شوارع محدش يعرفك فيها وانت ومش عارف امتى هتوصل!

 

“تذكر شو كنت تقولّى؟؟.. الله كبير❤️”

اقرا كمان

رحلاتنا الجايه